الأربعاء، 27 يناير 2010

سيادة الوطن





اليومَ فى أوطاننا .. صدرَ القرارْ
اليومَ فى أسماعنا .. نهَقَ الحِمارْ
يتلو بصوتِ منافق ٍ.. آىَ الجِدارْ
ويقولُ أن زعيمَنَا .. سيِّدْ قرارْ
اليومَ أعلَنَ أنَّهُ .. سيفٌ ونارْ
ضِدَّ الأشِقَّاء الأوْلَىْ ..سكَنُوا الجِوَارْ
من كناْ نَزْعُمُ حُبَّهُمْ .. ليلَ نَهَارْ
ونقولُ أن عيونَنَا .. لهُمُ قرارْ
اليومَ نعلن أنهُمْ .. قومٌ شِرَارْ

خطرٌ على أمن ِالوطنْ .. رغمَ الحصارْ!
هذى سيادةُ أرضِنا .. ليستْ هِزَارْ
نبنى جداراً بيننا .. أقوى جدارْ
لِيَصُدَّ عنَّا منْهُمُ .. زحفَ التتارْ

*****
بئس السيادةَ إن بَنَتْ .. مبنى الضِّرَارْ
ليُذِيقَ شعباً جائعاً .. طعمَ المَرارْ
ويَسُدَّ أنفاقاً غَدَتْ .. رئَة ً لِجَارْ
تُبقيهِ حيّاً صامداً .. دون انهيارْ
تحييهِ شعباً شامخاً .. حُرًّ القرارْ
تكسوه ثوباً طاهراً .. لا ثوبَ عارْ
*****
اليوم أجمعَ أمرُهُمْ .. يُبْنَى الجدارْ
ثورٌ وقردٌ قرَّرَا .. وبَنَى الحِمَارْ
*****
ذَرَفَ القطيعُ دموعَهُمْ .. دونَ انتظارْ
جعلوا الخضوعَ لباسَهُمْ .. والصمتَ دارْ
وكأن فى أحشائنا .. بُنِىَ الجدارْ
جُدُرُ السكوتِ تجاوزت .. جُرْمَ الجدارْ
أضحى الفوْلاذ ُبِصَمْتِنا .. أَوْهَى جدارْ
*****
يا قوم إن سكوتَنَا .. ذلُّ وعارْ
أين الأُسُودَ الراغبة ْ.. خوضَ الغِمَارْ
أين البطولة َأُشْرِبَتْ .. قلبَ الصغارْ
أين الجموعَ الزاحفة ْ.. من كلِّ دارْ
تهتفْ بصوتٍ واحدٍ .. سقط َالجدارْ
*****
يا قوم ِ إنى مخْتَصِرْ .. هذا الحِوارْ
اللهُ أكبرُ .. منكُمُ .. نورٌ ونارْ
تمحو بقدرةِ قادر ٍ.. أعْتَى جدارْ
وتُزيلُ كُلَّ منافق ٍ.. سَيِّدْ قرارْ
د / محمود رشاد

الأحد، 17 يناير 2010

عام من الصبر مضى


عام من الصبر مضى



ها هي دقائق العام الأول على رحيلك يا والدي أوشكت أن تنقضي حاملة في طياتها الكثير والكثير.
ورغم كل ذلك فالحال مازال هو الحال وكأنك بيننا ، فصورتك لا تغادرنا وروحك ما زالت تحلّق في أرجاء البيت، ومكتبك الذي كان خليّة نحل ما زال وضّاءً ونيّراً بك رغم حزنه على فراق جسدك الطاهر، وما زال صدى صوتك العذب الجميل يدق في أسماعنا عندما كنت تقرأ القرءان وتنشد أطيب الأناشيد.



أيها الغالي الحبيب :
بكينا على فراقك .. رغم فرحتنا أنك نلت ما تمنيت .
بكيناك ومن الذي ما بكاك، ففلسطين كلها بكتك، ومساجد فلسطين كلها بكتك فمسجد حطين ما زال يحن إليك ، ومسجد أمان ما زال مشتاقًا إليك، ومنبر مسجد اليرموك مسجدك الذي زرعت فيه مكارم الأخلاق ما زال يحن لهدير صوتك وعذوبة كلماتك.
كيف لا يبكيك هؤلاء وأنت الذي رسم البسمة على وجوه المظلومين ، كيف لا وأنت الذي بسط الأمن في ربوع الوطن الحبيب ، كيف لا وأنت الذي أغاظ الأعداء والحاقدين.


والدي الحبيب :
أشد ما يعذبني في هذه الحياة هو بكاء والدتي الذي لا ينقطع ليل نهار فهي لا تفتأ تذكر الساعات الجميلة التي جمعتنا والأحاديث العذبة التي كانت تدور بيننا، فهي دائمة الحديث عن طيب نفسك وعفّتك، وحسن سمتك، وعن تواضعك وصمتك ، وطيب أخلاقك، وعن حكمتك، فهي مازالت تذكر كلماتك الأخيرة قبل مفارقة المنزل ومفارقة الدنيا.
وآه يا والدي من لوعتها على فلذة كبدها أخي وحبيبي محمد ، كم كانت تتمنى أن تفرح به ولكن قدر الله كان أسرع.

آه يا والدي ما أصعب فراق الأحباب
ما أصعبه وأنا مازلت أذكر لقائي بك في المنزل الذي ارتقيت فيه إلى العلا، ما زالت نظراتك التي كانت ترمقني مودعةً حينما غادرتك، لا تغيب عن خاطري ووجداني وكلماتك ترن في مسمعي يومها طلبت مني أن أحضر لك قطعة السلاح، يومها شعرت بقربك من الشهادة وحبك للقاء ربك .
آه يا والدي كم كان يشغلك همّ الشعب، وكم كان يؤلمك ألمه.


حبيبي وقدوتي ونور عيني
لن ننساك وكيف ننسى أرواحنا ، فإن غاب جسدك فروحك ما زالت تحلّق فوقنا، وتعيش في صميم قلوبنا فأنت الغالي الحبيب الذي كان والدا وأخا وصديقا.
ولن ننسى الحبيب الغالي محمد كم تمنيت أن أرى جسده فأقبّل رأسه وكم تمنيت أن أرى صفاء عينيه وهو يتبسم راحلاً عن الدنيا، ولكن لم أر منه سوى قدميه هذا ما تبقى منه فهنيئاً له، فكم تمنى أن يتفتت في سبيل الله.


حبيبي الغالي
كنت وفيّاً لأحبابك فكانوا أوفياء لك ، فهم دائمو السؤال والحضور إلينا، والاطمئنان علينا، وأما والوزارة التي تعبت واجتهدت على تأسيسها لتفرض الأمن والأمان والاستقرار في ربوع الوطن الحبيب فهي في أيدٍ أمينة وأما المرافقون فما زالوا على وفائهم وإخلاصهم ويقظتهم وحذرهم .


والدي الغالي :
لقد عرفناك تقيا نقيا خفيا، نحسبك كذلك ولا نزكّي على الله أحداً
والدي الغالي هذه لحظات وفاء لك ولوعات شوق جسّدتها على الورق.
سلامي وسلام والدتي وأخواتي، وأزواجهن والجميع من حولنا لك في الخالدين
سلامنا لأخي محمد ولعمّي إياد وزوجته ، وأبو أيوب وكل الشهداء.
بلغوا سلامنا لحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلّم و الصحابة والتابعين
وإننا إن شاء الله على العهد وعلى الوعد وعلى نفس الدرب سائرون ونسأل الله أن يرزقنا شهادة نلقاكم بها في الجنان.


رحل الرجال المقتدى بفعالهم والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزيّن بعضهم بعضا ليأخذ معور من معور


ابنك مصعب

مقالة للأستاذ مصعب سعيد صيام، في الذكرى الأولى لاستشهاد والده

الأربعاء، 13 يناير 2010

الكرامة التركية !!!



في سلوك صبياني متشنج وقعت خارجية الكيان الصهيوني في مطب دبلوماسي من العيار الثقيل ، يؤكد مدى عدم أخلاقية هذا الكيان المحتل ، حين قام " داني أيالون" نائب وزير الخارجية الصهيوني بسلوكه غير الناضج و المهين ، باستدعاء السفير التركي، أحمد أوغوز تشيليكول، ليبلغه باحتجاج إسرائيل على مسلسل تلفزيوني تركي يسئ للكيان الصهيوني ،و قام "أيالون" بعدد من التصرفات "المهينة"؛ حين تجاهل مصافحة السفير التركي، وأجلسه على مقعد منخفض ، ولم يقدم له أي مشروب، كما أنه اكتفى بوضع العلم الإسرائيلي دون العلم التركي على المنضدة التي تتوسط مقاعدهم
بالتأكيد ما حدث هو نهج وسياسة وزير خارجية الكيان الصهيوني المتطرف ليبرمان الذي يعاني من عقدة الغطرسة والاستعلاء التي يمارسها وبسهولة على بلدان العرب ومن فرط جهله لم يميز بين رؤساء جاءوا بالقهر والغلبة والتزوير وبين رؤساء جاءوا بإرادة شعبية جارفة ، لم يميز بين وزراء منزوعي الصلاحية جاءوا بالتعيين وفقاً لمبدأ الولاء والثقة لا يمثلون أكثر من كونهم سكرتارية وبين وزراء جاءوا بحكم الكفاءة والخبرة يمثلون أمتهم خير تمثيل ، بين رؤساء ووزراء يتحدثون ليل نهار عن السيادة والأمن القومي وأوطانهم بل وقصورهم مستباحة لكل ناعق وبين رؤساء ووزراء يملكون الإرادة والفعل واتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة ، وعلى الفور كان رد الفعل الإيجابي المتمثل في مواقف وتصريحات النظام السياسي التركي بأكمله ، الرئيس جول ورئيس الوزراء أوردغان ونائب رئيس الوزراء بولنت أرنيش ووزير الخارجية أوغلوا بل المعارضة العلمانية وقادة الجيش التركي وقف الجميع في خندق واحد هو كرامة الأمة التركية العريقة وبتصريحات ومواقف ومطالب محددة، فقد أجمعوا على رفض التصرف المشين بل وأكدوا أنه تصرف طبيعي للكيان في السياق العام للغطرسة والظلم ، وتم استدعاء السفير الصهيوني في أنقره وطلب تفسير فوري ، بل وأعلن أوردغان عدم مقابلة ايهود باراك يوم الأحد القادم في تركيا ، وفوق هذا لابد من اعتذار واضح ومعلن من الكيان الصهيوني بحد أقصى مساء الأربعاء 13 من يناير الجاري وهو اليوم التالي للحدث وإلا ستسحب تركيا سفيرها من تل أبيب وتقطع العلاقات معها – بالفعل قدمت حكومة الكيان اعتذاراً خطياً قبل الموعد المحدد - ، كما أكدت تركيا في حقها كدولة كبيرة أن تنتقد بل وتهاجم الكيان الصهيوني طالما أصر على حصار شعب غزة وعدم احترام المواثيق والقوانين الدولية بل انتهز وزير الخارجية التركي الفرصة وأكد على مساندة بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني حين قال "بوصفنا واحدة من الدول القائدة في هذه المنطقة لا يمكننا التسامح تجاه المآسي الإنسانية، لافتا إلى أنه بعد عام من الهجوم على غزة ما زال سكانها في حاجة ماسة إلى منازل، والأطفال لا يجدون مدارس، كما أن الحصار ما زال مستمرا.. ما زالت غزة مثل الجيتو في منطقتنا"
نعم إنها إرادة الشعب التركي التي جاءت بحكومة لا تملك إلا أن تعتبر وتحترم الرأي العام وفوراً بعيداً عن الفلسفات والتصريحات الوهمية والكاذبة.. نعم إنها تركيا الحرة نموذج السيادة وفرض الإرادة

محمد السروجي

الاثنين، 11 يناير 2010

كن كالشمعة


لا تخشَ أن تكون شمعة تضيء للآخرين

فالشمعة تعرف قيمتها عندما يحل الظلام
كن كالشمعة


فنور الشمعة الصغير يطرد عالماً من الظلمات
كن كالشمعة ..

تحترق من أجل الآخرين فلن يضيع نورك هباء

سيلجأ إليك الفقراء وستسمع شكوى المتعبين في الليل .. فالعتمة ليس لها عينان

سيلجأ إليك التائهون لتنير لهم الدرب

ستكون شاهداً على همسات المحبين الذين يحتاجون شمعة تمنحهم الرومانسية والطمأنينة وتعطر لهم الأجواء ..

كن كالشمعة ..

شمعة بابتسامتك .. شمعة بعطائك .. شمعة بمواساتك للمجروحين .. شمعة بنور الله في قلبك ..

شمعة ولكن ليس كأي شمعة .. كن شمعة الجلاس

كن كالشمعة ..

فالشمعة تظل تضيء حتى آخر لحظة

كن شمعة تضيء للآخرين .. وسيعمل الآخرون أن يظل رأسك مرفوعاً ..

فالشمعة لا تضيء إلا ورأسها مرفوع نحو السماء

كن كالشمعة ..

فالشمعة لا تتأثر بالضجيج ولا بالصراخ ولا بالحقد ولا بجيوش الظلام ..

الشمعة تتأثر بالمحبة.. بنفخة روح هادئة عندما يقرب الآخرون وجوههم منها .. كأنهم يهمسون ..

شكراً لك أيتها الشمعة



كن كالشمعة

تضيء للآخرين وسيكون لك قيمة .. ولحياتك معنى ..


سيتهافت عليك المحتاجون ليأخذوا قبس من نورك يشعل شموعهم


سيتراكض الناس للبحث عنك عندما يحل عليهم الظلام .. فالشمعة تكبر .. وتكبر قيمتها عندما يكبر الظلام


كن كالشمعة ..


ولا تخش الاحتراق


فلن يقصر عمرك عندما تشتعل من أجل الآخرين ..


سيبقى وهجك في القلوب .. وسيحتفظ بك المخلصون في أعز مكان .. حتى تضيء لهم من جديد



كن كالشمعة ولن تنطفئ

السبت، 9 يناير 2010

يا طير يا طاير


اغنية يا طير يا طاير يا رايح على الديرة

كلمات الاغنية الوطنية


ياطير ياطاير يارايح على الديرة
بتشوفك عيني وتصونك عين الله
بالله يامسافر شعلانه هالغيرة
فلسطين بلادي حلوة ياماشاء الله
ميل ع صفد سلم ع طابريا
لعكا وحيفا سلم عبحرها
ماتنسى الناصرة هالقلعة العربية
بشر بيسان برجعة اهلها

على جنين وخذلي من مارجها
سلام لنابلس طول كرم وترابا
ناتنيا اليافا واشرب من ميتها
رملة ورام الله ماتنسى الناقورة
على العسقولي بيت لحم حولي

على الخليل وهاتلي من كرمها
في بير السبع على الربع سلملي
تحيا اريحا بمافيها وركمها
وامرق على غزة وبوسلي رملها
اهلا ناشاما ورجالا جبارة
والقدس الحرة والاقصى علمها
انشاء الله تجمعنا يارب بديارا

فلسطين
فلسطين

فلسطين ياامي وياروحي
فلسطين بيكفيكي جروحي
فلسطين ماتذلي وماتهوني فلسطين يادوا لجروحي
فلسطين كرمالك بنقاتل
والاحرار عترابك قوافل
شعب صار باعلى المنازل
بالرايات لوحي ياما لوحي
فلسطين عواصف هبينا
بالاصرار على الجمر عدينا
بوجه الموت وقفنا واتحدينا
بعطر الدم يابلدنا فوحي
فلسطيييييييين



الجمعة، 8 يناير 2010

الجدران تزول والأخوّة تبقى


الجدران تزول والأخوّة تبقى




شكل بناء الجدار الفولاذي والذي يبنيه نظام حسني مبارك ذروة التواطؤ مع الكيان الصهيوني، وتصديقاً لما قيل في اليوم التالي من انتهاء الحرب عن ترتيبات جديدة اتفقت عليها كل من كونداليزا رايس وتسيبي لفني، طبعاً يومها قيل أن الحكم المصري سيكون له دور في هذه الترتيبات، ويومها خرج أبو الغيط لينفي التزام مصر بأي ترتيبات كانت، إلا أن طريقة نفيه العصبية جعلتني ازداد اقتناعاً بصحة المزاعم؛ يكاد المريب أن يقول خذوني.

وبعد مرور أقل من عام بدأت عملية بناء الجدار، وكأني بنظام مبارك يتحدى الجميع في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الصهيوني على غزة ليساهم بطريقته في العدوان، ولا شك أن لهذا أثره ووقعه الشديد في النفوس، وهو ما أجج مشاعر الغضب تجاه هذا التحدي السافر، فإقامة الجدار بحد ذاته استفزاز وعدوان، فما بالكم إن تزامن مع ذكرى أليمة.

ونظراً لما تراكم في نفوس الناس تجاه النظام المصري يبدو أن مشاعر الغضب قد انفلت عقالها، فوجد البعض متنفساً في تفريغ غضبه على الشعب المصري "الذي يسكت عن تجاوزات نظامه"، أو ليس السكوت علامة الرضا؟! حسناً، يبدو أن أولويات الغضب قد تغيرت لدى البعض، فإن لم ينفع التقريع مع النظام ربما ينفع مع الشعب، فما دمنا غير قادرين على محاسبة النظام فلنحاسب من نستطيع محاسبته!

ليس من الحكمة ولا من الصواب أن نحاكم الناس بسبب انتمائهم الجغرافي أو بناءً على الدم الذي تجري في عروقهم، فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه، ونعلم علم اليقين أن أغلب أهل مصر قلوبهم مع أهل غزة ومع المقاومة الفلسطينية، كما نعلم أن هنالك الآلاف من المصريين ممن خرجوا وصدحوا بألسنتهم ضد الجدار. وفي المقابل هنالك النظام و"شلة" النظام الذين لم يتوقفوا عن اختلاق المبررات والأكاذيب لتبرير الجريمة، مثلما وجد من الفلسطينيون من دافع عن الجدار وبرر له، واقصد هنا محمود دايتون (عفواً عباس) و"شلته". وسواء كانت شلة مبارك أم شلة دايتون فهم يمثلون قلة طارئة على شعبها، قلة مستلبة الإرادة والتفكير ورهينة لجهات خارجية صهيونية وأمريكية.

إذن الإنسان بمبدئه وعقيدته وما يدافع عنه وما يؤمن به، لا بأهله ولا نسبه ولا موقعه الجغرافي ولا الدم الذي يجري في عروقه، الجدار الفولاذي جزء من معركتنا مع الصهاينة، وكل إنسان يختار الجانب الذي يلائم قناعاته في هذه المعركة، فإما أنه يدعم الشعب الفلسطيني أو الجانب الصهيوني، فنحاسبه على ما اختاره لا على ما لم يختاره، ولا أظن أنّ أحداً منا سئل قبل ولادته في أي بلد يرغب الانتماء له أو لأي أهل يحب الانتساب لهم.

أهل الجدار وأحبابه اختاروا جانب الصهاينة، وكل منهم يسعى لبنائه بطريقته، هنالك من يبني وهنالك من يمول وهنالك من يختلق الفتاوى وهنالك من يروج وهنالك من يؤيد بقلبه وسره، وربما يسعى القائمون على بناء الجدار لأن يظهروا في برنامج مشاريع عملاقة على "الناشيونال جيوغرافيك"، كعمل هندسي مميز ومنقطع النظير، كيف لا والمطلوب منه ما عجزت عنه مئات القنابل الخارقة للتحصينات في حرب غزة.

لكن مثل كل الجدران سينهار ويتداعى مثلما انهار سور برلين، ومثلما انهار جدار بارليف، وحتى لو صمد وبقي فلنا خير مثال في سور الصين العظيم، وهو البناء الوحيد على الأرض الذي يمكن مشاهدته بالعين المجردة من الفضاء، واستغرق بناءه مئات السنوات وطوله آلاف الكيلومترات، لكنه لم يفلح بواجبه الأساسي وهو حماية الصين من هجمات المغول والتتار، فعبرته جحافل جنكيز خان، وكأنه لم يكن موجوداً، لم تهدمه لكنها عبرته واخترقته، واحتل جنكيز العظيم الصين وانطلقت جحافله جنوباً وغرباً لتحتل الصين، وما بعد الصين، وما بعد بعد الصين.

وجدار غزة سيفشل بمهمته بإذنه تعالى، سواء بقي أم زال، وسيبقى إخواننا في مصر، وستبقى أخوة العقيدة والمصير المشترك أقوى وأمتن من كل الجدران الفولاذية وغير الفولاذية، فدعونا نحافظ على روابط الأخوة ونقويها لنتعاون معاً لنهدم جدار الظلم الذي يحاصر الشعب الفلسطيني ويحاصر الشعب المصري دون أن يفرق بينهما في ظلمه.

ففي نهاية المطاف إخواننا في مصر، قلّوا أم كثروا، هم في جانبنا بمعركة الجدار، وكل يحارب بقدر طاقته، ربما يستطيعوا فعل ما هو أكثر مما فعلوه، لكن الأكيد أنهم بحاجة لمن يدعمهم في وجه النظام، في وجه من يحاربهم ويحاربنا، فلا يجوز أن نتركهم لوحدهم، فقوتهم من قوتنا، وقوتنا من قوتهم، أبناء الصف الواحد والأمة الواحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وإن قصّر بعضه لا نحاربه ولا نعاديه لكن نعذره ونمسك بيده ونشجعه وقد نلومه في جلسات مصارحة هادئة بعيدة عن الملأ المتشمت، أما التقريع على الملأ فليس بنصيحة بقدر ما هو تلبية لأماني العدو المتربص.

الجدران تزول ولا تعمر مهما امتد بها الزمن، أما الأخوة فتبقى للأبد، فلنحافظ على حق الأخوة، دون أن نسمح للجدران مهما علت أو تدنت أن تفصل بيننا وبين إخواننا.


بقلم: ياسين عز الدين




الثلاثاء، 5 يناير 2010

أصغر متضامنة في حملة "الحرية لغزة": ضابط مصري ضربني وحاول نزع العلم الفلسطيني مني

أكدت أنها ستحاول دخول غزة مرة أخرى

أصغر متضامنة في حملة "الحرية لغزة": ضابط مصري ضربني وحاول نزع العلم الفلسطيني مني




رغم صغر سنها وضآلة جسدها أبت إلا أن تزور وطنها المحتل وتحمَّلت الصعاب بعد أن هزتها مشاهد الحرب على غزة، وخروج الأطفال الشهداء من تحت الركام.

إنها إسراء أمين أبو راشد (11 عامًا) أصغر متضامنة أوروبية ضمن حملة "الحرية لغزة"، والتي قالت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "بعد أن منعتنا الحكومة المصرية من "الباصات" والسيارات التي كانت ستنقلنا إلى العريش قررنا الذهاب إلى غزة سيرًا على الأقدام يوم الخميس الماضي، وأثناء وقوفنا للتجمُّع مع باقي أعضاء الحملة في "ميدان التحرير" فوجئت بقوات الأمن تهاجمنا وتضرب كلَّ من يقف في وجهها، وفوجئت بضربي بالعصي والتفريق بيني وبين أمي؛ حيث إنها كانت على الجانب الآخر من الشارع تُضرَب أيضًا، وقد حاول ضابط أن ينزع مني العلم الفلسطيني، إلا أني تمسكت به فاستمرَّ في ضربي، وحزنت كثيرًا ولم أشعر أنني بمصر، وقلت لأمي: لو كان اليهود هم من يضربوننا كان أهون عندي؛ لأني لا اتوقع ذلك من الحكومة المصرية".

وإسراء الهولندية الجنسية الفلسطينية الأصل، أدركت ما جاءت له ضمن حملة "الحرية لغزة" وتابعت قولها: "لقد جئت إلى مصر وأنا أحمل مشاعر الحب والانتماء إلى وطني فلسطين، وكنت مشتاقة لرؤية بلدي وأهلي، لكن مصر منعتني من تحقيق أمنيتي".

وأضافت: "لقد كنت أشعر بالسعادة البالغة أثناء الرحلة من هولندا إلى القاهرة، وكانت مشاعر السرور تحتويني طول الرحلة لأني سأرى بلدي لأول مرة، ولكن فوجئت بقسوة الأمن المصري في التعامل معنا رغم علمي أن منسقي الحملة أجروا تنسيقًا مع الحكومة المصرية منذ شهور لدخول أعضاء الحملة غزة عبر معبر رفح".

وأكدت إسراء أنها جاءت إلى مصر كي تعبر إلى غزة بعد أن تفاعلت وتأثرت بما جرى قبل عام في الحرب على غزة، وأشارت إلى أن أكثر المشاهد التي تأثرت بها هي مشاهد استخراج الأطفال من تحت الركام والأبنية التي دمَّرها العدو الصهيوني.

وأشارت إلى أنها ستعاود الكرَّة مرة أخرى للذهاب إلى غزة بعد أن منعتها السلطات المصرية من السفر إلى القطاع هي و1400 متضامن من 44 دولة، وسمحت لـ85 متضامنًا فقط بالذهاب إلى غزة.

وتحدَّث والدها الشيخ أمين أبو راشد أمين عام "المنتدى الفلسطيني بأوروبا" فقال: "لقد تم التنسيق مع السلطات المصرية قبل ستة أشهر للسفر إلى غزة، وأبدت السلطات المصرية موافقتها على زيارة النشطاء الأجانب، ولكن بعد حضورنا فوجئنا بقرار المنع".

وأكد أن "الأمن منعنا من التواصل مع أهلنا في غزة؛ حيث تم سحب الباصات التي كانت ستقلنا إلى العريش، وعندما تجمَّعنا في "ميدان التحرير" وقرَّرنا السفر سيرًا على الأقدام فوجئنا بالضرب المبرِّح من قِبَل الأمن المصري ودون أي اعتبار لوجود نساء أو أطفال".

وأعرب أبو راشد عن توقعه أن تكون زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى مصر ولقاؤه الرئيس مبارك هو الأمر الذي حوَّل مجرى الأمور بالنسبة إلى قافلة "الحرية لغزة"، وهو السبب الحقيقي وراء منع المتضامنين من السفر إلى القطاع.

القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام