الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

يا من يحرم أطياري


يا من يحرم أطياري عيشا بسلام

ويحاصرني في الضحكات وفي الأحلام

لا لا، لن تخمد صوتي أبدا فحياتي موتي

جرحي صاروخ يرجوكم يلعن صمتا في الأكوان

جرحي أكبر ممن يخطب أتحرك والعالم يشجب

منعوني قبرا يحويني منعوني حتى الأكفان



في زمن المعتصم إمرأة تستصرخ وا معتصماه

خاطبهم يا كلب الروم أتيناكم بجنود الله

واليوم ألوف تستصرخ نخوة عرب وا أسفاه

لا معتصم فينا لبى فعليك بهم يا الله



يا من يحرم أطياري عيشا بسلام

ويحاصرني في الضحكات وفي الأحلام

لا لا، لن تخمد صوتي أبدا فحياتي موتي

جرحي صاروخ يرجوكم يلعن صمتا في الأكوان




دمع يتيم أبكى قمرا بالرحمة فاضت يمناه

يمسح دمعته يسأله هل يرضيك رسول الله

في حضن الهادي قد لعب قد غنى الكون له طربا

لكن ما يتيما في وطني أُرضع مرا جُرع لهبا



لا لا، لن تخمد صوتي أبدا فحياتي موتي

جرحي صاروخ يرجوكم يلعن صمتا في الأكوان

جرحي أكبر ممن يخطب أتحرك والعالم يشجب

منعوني قبرا يحويني منعوني حتى الأكفان

منعوني حتى الأكفااااااان

http://www.youtube.com/watch?v=Oulavi3K74s



السبت، 26 ديسمبر 2009

23 يوماً

تلتف علينا الذكرى الأليمة التي لا ُتنسى

غزة .. بصمت القيود الملتفة على رقبتها وتشبث الآلام على محورها

لتخيم سحابة الظلم والقهر والبطش على الشعب المكبل

عندها كان السكون قد ساب الموقف ، ليكون هدوءاً يسبق العاصفة المريرة

ينفجر عليها ظُلم الظالمين من غير رحمة

بتكالب أهل الجلدة من كل بقعة

هي الأيدي المسلطة بلى حياء لتخنق الأحرار في وضح النهار

وتزرع إعصار الدمار في ربوع المكان بانهمار

فكانت البداية من يوم السبت 27/12/2008

الساعة 11:30 دقيقة

2009/1/22

23 يوماً

كانت إعصار دمار همجي

لحرباً لم يشهد لها التاريخ الحديث من قبل

*******

*****

***

**

*

ملف خاص لأيام الحرب

http://www.multiupload.com/X557JDTQG7

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

بودرة سم


استحضرني موقف وانأ في الدكان الذي بطريق بيتنا

وعندما كنت أتناول الأشياء من الدكان لأشتريها

استمعت أذني لحديث رجل كبير مع صاحب الدكان

كان الحوار بصوت عال يسمعه أي شخص بالدكان

كان حديثهم عن ازدياد سوء الوضع الحالي وتشديد الحصار

وكان حديث الرجل الكبير بكل اندفاع وبشدة الصوت وحرقة القلب

إذ أن كلامه قشعر بدني

يقول : والله إحنا مش عارفين من البحر مانعين ومعابر وقافلين حتى الأرض مش راضين ! إذا لهدرجة إحنا مغلبينهم أهل غزة تيجي طيارة ترش علينا بودرة ( المقصود أن تأتي طائرة وترش بودرة سم ) ويرتاحوا مناااااا

إن كلامه لهو مرمى الرجل الحائر بما يشهده من حصار خانق ظالم

ولكن بإذن الله ان تكون هذه الكلمات خارجة من اللسان لتعكس ما في القلب لصمود متشبثاً كصلابة الحديد بعزته وحقه .

فلك الله يا شعباً شهدت حصار أشبه بحصار الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دام 4 أعوام

متكالباً عليك قوى الدنيا الكبرى بأعدائها وأبنائها وخونتها

لتصمد من كل المؤامرات صموداً صلباً بقلوب مخلصة مرابطة من أجل الله عز وجل .

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

انت صاحب حق

لانك فلسطيني
.....
فإنك لا تقبل الظلم




لا تقبل الهوان


وتضرب بيد من حديد




لاتخشى من التهديد




وتتوعد بالمزيد




لايهمك جبروتهم ولا قوتهم




حتى النساء .. أرجل من عربهم






لا يسكتك تهديدهم






ولا تخشى سلاحهم




انت صاحب حق




الجمعة، 18 ديسمبر 2009

يا أمتي


يا أمتى لا تستكينى بلا قرار
يا أمتى قد لاح وقت الفجر فلما ليالى الأنتظار
هيا انهضى من كبوه الحلم الملجم بالدمار
هيا انفضى عنك غبار الجهل والأعصار
فلما نريد الإنتظار
ولما نظل بساحات الفرار
ولما تظل مناره الإسلام تغيب عن كل الديار
كثرت جراح الأمه يا أمه المليار
وتوغل القرود والسفله والأشرار
ماذا تريدى أمتى؟؟؟
موت خراب وصياح أطفال واغتراب
لاتحزنى فلتنظرى
فى كل بقعه من بقاع ديارنا
سترى حضاره هدمت
وكرامه قد دنست
وأخوه قد حصرت
ونحن نريد الأنتظار
يا أمتى طفح العيار
والموت أصبح شبحا يطارد الصغار
بالله قومى اجمعى شمل الصغار
وتشبثى بالحق من دار لدار
فلا انتظار والقلب أدماه السكوت
ولا انتظار والعين ادمتها الدموع
حان العمل فتقلدى ثوب الصمود
حان العمل فتقلدى ثوب النهوض
يا أمتى لما الانتظار؟؟؟؟؟
منقول

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

جدار العار .. الذي لم تتمكن من فعله إسرائيل من زمن إحتلالها




لا أريد أن أصدق أن مصر في آخر الزمان قررت أن تقيم جدارا فولاذيا بينها وبين الفلسطينيين في غزة.

لكن الكابوس الذي تساءلت عنه قبل يومين تبين أنه حقيقة، وأن الخبر الذي نشرته صحيفة «هاآرتس» عن الموضوع، وتصورنا أو تمنينا أنه من قبيل الدس والوقيعة وتشويه صورة مصر، أكدته التفاصيل التي نشرتها صحيفة «الشروق» في عدد أمس (الأحد 12/13).

إذ تحدثت كلمات العنوان الرئيسي (المانشيت) عن «جدار رفح العظيم تحت الأرض»، وتضمن التقرير المنشور تحت العنوان بعض المعلومات المذهلة والمخجلة في الوقت ذاته.

إذ أكدت أن ثمة حائطاً حديدياً بدأ العمل في بنائه بين سيناء وقطاع غزة، وقد تم الانتهاء من إقامة جزء منه يمتد بطول 5 كيلومترات و400 متر، وهو غير ظاهر للعيان لأنه يصل إلى عمق 18 مترا تحت الأرض، وهو يتكون من ألواح من الصلب بعرض 50 سنتيمترا وطول 18 مترا، صنعت خصيصا في الولايات المتحدة، وهي من الصلب المعالج الذي تم اختبار تفجيره بالديناميت.

هذه الألواح يتم زرعها في بطن الأرض بواسطة آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر، ثم يجري لصقها بواسطة تداخل الأطراف التي تسمى «العاشق والمعشوق».

أضاف التقرير أن العملية تتم تحت إشراف مجموعة الخبراء الأميركيين الذين اقتربوا من إكمال ملحقات المنظومة التقنية الخاصة برصد الأنفاق، التي تتضمن إنشاء بوابتين فريدتين من نوعهما في الشرق الأوسط، تسمحان بمرور الشاحنات دون تدخل يدوي، في الوقت الذي تستطيعان فيه كشف وجود أي أسلحة أو متفجرات. ذكر التقرير أيضاً أنه إلى جانب الخبراء الأميركيين الذين يشرفون على العمل في منظومة رصد الأنفاق، فإن وفوداً تابعة للسفارة الأميركية والسفارات الغربية تقوم بزيارات تفقدية بشكل روتيني للشريط الحدودي للاطلاع على سير العمل في المشروع.

في تبرير تلك الأنشطة قال المسؤولون المصريون الذين تحدثوا في الموضوع إلى صحيفة «الشروق» إن الهدف منها هو ضمان عدم تكرار اقتحام مواطني غزة للأراضي المصرية كما حدث من قبل في شهر يناير عام 2008، وأضاف أولئك المسؤولون أن ما يجري على الحدود المصرية على قطاع غزة هو «شأن مصري بحت يرتبط بممارسة حقوق السيادة الوطنية».

لا يحتاج المرء لكي يبذل جهداً ليدرك أن ذلك كله موجه ضد الفلسطينيين في غزة. وأن الترتيبات تضع في الاعتبار أن الوضع المقلق بين سيناء والقطاع مستمر لأجل طويل غير منظور، وأن الولايات المتحدة الأميركية هي الطرف الأساسي الذي يباشر العملية، فيوفر لها الإمكانات وجميع المستلزمات، ويشرف على التنفيذ ويراقب أداء الوظيفة المنوطة بالجدار الخفي ومنظومة مراقبة الأنفاق طوال الوقت. هذه الترتيبات الضخمة تتذرع بأمرين؛ عبور فلسطينيين القطاع لبوابة رفح في مستهل العام الماضي، ثم لجوؤهم إلى شق الأنفاق لتوفير احتياجاتهم المعيشية والتخفيف من أثر الحصار. وبدلا من المواجهة الشجاعة لأصل المشكلة المتمثل في الاحتلال والحصار الذي ألجأ الفلسطيني إلى اقتحام البوابة وشق الأنفاق، فإن مصر بقبولها تنفيذ هذين المشروعين، تكون قد استجابت للضغوط "الإسرائيلية" والأميركية، وآثرت أن تشدد من الحصار وتحكم سد منافذه. علماً بأن هذا الذي يجري لا يخدم أمن مصر في شيء، الذي ليس مهدداً في حقيقة الأمر من جانب فلسطينيي القطاع، ولكنه لا يخدم إلا أمن إسرائيل ويعزز من خطتها في قمع سكان القطاع وإذلالهم. وهو ما يضعنا أمام حقيقة صادمة ومفجعة خلاصتها أن القبول بإقامة السور الفولاذي بات يعني أن الرؤية الاستراتيجية قد تغيرت، بحيث أصبح الخطر الذي باتت تتحسب له مصر هو الفلسطينيين وليس "الإسرائيليين"، وإذا صح ذلك الاستنتاج المخزي، فإنني لا أجد مناصا من وصف السور الفولاذي المزمع إقامته بأنه جدار العار.



فهمي هويدي

صحيفة الرؤية الكويتية

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

حماس في ذكرى إنطلاقتها ال22



حركة المقاومة الإسلامية حماس

في ذكرى إنطلاقتها الثانية والعشرين

توافد الآلاف من أنصار وعناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاثنين الى منطقة الكتيبة فى غرب غزة للمشاركة فى المهرجان الذى تقيمه الحركة فى الذكرى السنوية ال22 لتأسيسها.

ورفعت صور كبيرة لقادة حماس "الشهداء" وفى مقدمهم مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين الذى اغتالته إسرائيل فى 2004، فيما غطت عشرات الآلاف من رايات حركة حماس الخضراء الطرقات والشوارع فى قطاع غزة.

وقال محمود الزهار عضو المكتب السياسى لحركة حماس أن حركته "استطاعت بعد مرور 22 عاما على انطلاقتها أن تحقق الجزء الأكبر من أهدافها وتتخطى كل العقبات التى واجهتها من السجن والإبعاد والاغتيالات والانتخابات لتغدو بذلك جزءا هاما من النسيج السياسى الفلسطيني".وأضاف الزهار إن "المقاومة مفهومها شامل وهى غير محصورة فى المواجهة المسلحة فحسب".

من جهته قال ابوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس فى حديث بثه الموقع الالكترونى للقسام أن الجناح العسكرى لحماس "وبعد 22 عاما من انطلاقة حركة حماس وخلال فترة قياسية، استطاع أن يبنى جيشا للمقاومة وان يؤرق العدو الصهيونى وان يقلب كل حسابات الأعداء فى المنطقة بل فى العالم كله".
وأشار الى أن القسام "قامت بتصنيع سلاحها بأيديها انه صاروخ القسام الذى أرعب العدو الصهيوني".

أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى والقيادى البارز فى حركة حماس خلال مهرجان جماهيرى فى الذكرى ال22 لتأسيسها أن الحركة تتطلع "لتحرير فلسطين كل فلسطين".

وقال هنية أمام عشرات الآلاف من أنصار حركة حماس أن الحركة تتطلع لتحرير فلسطين، كل فلسطين، وما تحرير قطاع غزة إلا خطوة للتحرير الشامل لكل فلسطين"، فى إشارة الى الانسحاب الإسرائيلى آحادى الجانب من قطاع غزة صيف العام 2005.


وأشار هنية الى أن حماس التى تسيطر على قطاع غزة منذ إطاحتها بالأجهزة الأمنية الموالية للرئيس محمود عباس فى يونيو 2007. "ساهمت بإخراج نظام سياسى محترم وانتصرت فى الانتخابات وشكلت الحكومة وقدمت نموذجا رائعا فى الحكم كما قدمت نموذجا فى المقاومة"





الأن اعرض إليكم بعض الصور الخاصة للمهرجان التي لم تنشر











أيضاً رابط تحميل ملف خاص بمزيد من الصور المميزة
http://www.multiupload.com/RPGXZDJQ9B
تقارير فيديوعن المهرجان

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى



اثنان وعشرون عامًا مضت على اندلاع الانتفاضة الأولى.. بالفعل لم تكن أحداثًا عادية تلك التي عاشها الفلسطينيون منذ أن رجموا قوات الاحتلال قبل 22 عامًا بالحجارة، بل أحداثًا ثورية شعبية توالت حتى أحدثت تغييرًا جذريًّا في معالم المشرق الإسلامي .
الذكرى الـ22 لاندلاع الانتفاضة الأولى تمر والفلسطينيون متمسكون بثوابتهم الفلسطينية، ويؤكدون يومًا بعد يوم أن الغرب والاحتلال لن يتمكنوا من سلب أرض فلسطين الغالية من النهر إلى البحر، ومن الناقورة إلى أم الرشراش، كتلة واحدة لا تقبل القسمة .


بداية أحداث الانتفاضة الأولى


بدأت انتفاضة المساجد أو الانتفاضة الأولى في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) من عام 1987م، وهدأت في العام 1991، وتوقفت نهائيًّا مع توقيع اتفاقية "أوسلو" البائسة التي وقِّعت بين كلٍّ من قوات الاحتلال و"منظمة التحرير الفلسطينية" عام 1993م .
واستخدم مصطلح "انتفاضة" لأول مرة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) 1987م، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على المظاهرات العارمة التي انطلقت ، حيث قال البيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة ، رفضًا لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة " .
وبعدها دخل المصطلح "انتفاضة" ميدان الصحافة العربية والأجنبية التي تناقلته بلفظه العربي كما تلقفته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الصهيوني .

استشهاد أربعة مواطنين بجباليا


في تاريخ الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 1987م دهست شاحنة صهيونية يقودها مغتصب من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا البلد متوقفة في محطة وقود ، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين .
وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه ، لأنه كان عبارة عن حادثٍ يشبه العديد من الحوادث المماثلة، واعتبر الفلسطينيون أن الحادث عملية قتلٍ متعمدٍ .
وفي اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا البلد، فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك في الحشود، ووسط المواجهات طلب الجيش الصهيوني الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة، ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأن الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب .
وإذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين على يد الاحتلال الصهيوني، فإن هناك أسبابًا عميقة لها تتمثل في عدم تقبل الاحتلال، حيث إن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948، وبالذات التشريد والتهجير القسري، وكونه يتعرَّض لممارسات العنف المستمرة والإهانات والأوضاع غير المستقرة في المنطقة، إضافة إلى الجو العام المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال، كما أن معظم شعوب العالم لم ترض باحتلال قوة أجنبية للأرض التي كانوا يعيشون عليها منذ آلاف السنين .

غليان ثوري فلسطيني


ولعل الانتفاضة الأولى شكلت فشلاً ذريعًا للجهاز القيادي الصهيوني الذي لم يكن منتبهًا إلى الغليان الفلسطيني على الرغم من التحذيرات التي أبداها عددٌ من السياسيين الصهاينة، وانتقص قادة الاحتلال من شأنها ، حيث اجتمع عددٌ من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلال الجنازة، وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم، لكن المشرف على الإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء، وأضاف أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الغد، ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول، لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم التالي، ورفض أغلب السكان التوجُّه إلى أماكن عملهم، كما قام طلبة "الجامعة الإسلامية" في غزة بالتجول في الشوارع، داعين الناس إلى الثورة، وقد اشتعل فتيلها بالفعل .
في اليوم الثالث للانتفاضة توجَّه إسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إلى نيويورك دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة لكي يضع الأمريكان في صورة الوضع، ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال: "سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة، وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو وجب ذلك ".
ووصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر شباط (فبراير) عندما نشرت صورٌ لجنود صهاينة يضربون فلسطينيين، ودارت تلك الصور حول العالم ، ما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين، أما سلطات الاحتلال فقد اعتمدت سياسة الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية، وفي نهاية المطاف فشل جيش الاحتلال في مواجهة أطفال الانتفاضة، واستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية .

وسائل الإعلام الأولية


كانت أكثر الطرق التي يتم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة المنشورات والكتابة على الجدران ، حيث كانت توزع المنشورات عند مداخل المساجد من قِبَل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس وتمريرها من تحت الأبواب، وجاء توزيع المنشورات كشكل من أنواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني، وأيضًا مضايقة الصحفيين واعتقالهم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بإتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دون محاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناء المغتصبات، ولا تزال هذه الممارسات مستمرة حتى يومنا هذا، أما الكتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها ملثمو الانتفاضة عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان عن العمليات وما شابه .

ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية


سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية، كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، وتفكيك المغتصبات الصهيونية، وعودة اللاجئين دون قيد، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدًا للانفصال عن اقتصاد الاحتلال، وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية، ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء، وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قِبَل الاحتلال.

تطورات استدعت انطلاقة "حماس"


كل هذه التطورات الخطيرة كانت تدعو إلى انطلاق حركة إسلامية نبيلة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، والتصدي للمشروع الصهيوني ، حيث إنه ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع إسلامي جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته، ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فانطلقت الحركة المباركة ، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتعبِّر بشكل عملي عن تفاعل هذه العوامل، ولتكون نبراسًا للفلسطينيين في الوطن والشتات، ولتكون كذلك شوكة في حلق الاحتلال والتمدد الاغتصابي للعدو، ولقطع الطريق على كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء عملية التنازل عن أرض فلسطين لليهود الصهاينة .
وعبَّر العدو عن قلقه بسبب انطلاق حركة "حماس" المجاهدة.. لقد باتت أحلام الصهاينة تحت تهديد المقاومة الإسلامية بقيادة "حماس"، فأثار بروز الحركة خوفًا لدى العدو، واستنفرت أجهزة الاستخبارات كل قواها لرصد هذه الحركة وقياداتها، وما إن لاحظت قوات الاحتلال استجابة الجماهير للإضرابات وبقية فعاليات المقاومة التي دعت إليها الحركة منفردة منذ انطلاقتها، وصدور ميثاق الحركة، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ، وقد كانت أكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر أيار (مايو) 1989، وطالت تلك الحملة القائد المؤسس الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين .

أمنيات التحرر


وحتى هذه اللحظة ينشد الفلسطينيون عبر نشيدهم الفلسطيني أغاني العزة والكرامة، أغنيات تحمل في ثناياها معاني الصمود والتحدي لقوات الاحتلال التي لا تزال تزرع القتل والدمار في أرجاء فلسطين الحبيبة، أغاني يعزف الفلسطينيون على أنغامها ألحان التحرر من الاحتلال البغيض.



عينك على الوطن - فضائية الاقصى