الجمعة، 6 نوفمبر 2009

كي لا ننسى - السبت 27/12


مع اشراقة صباح كل يوم
يوم يحفوه النشاط للذهاب إلى العمل
يوم السبت اليوم الغير عادي في مدينتي رفح
فهو يوم سوق السبت الأسبوعي للمدينة
الناس في نشاط مبكر والكل إلى مصلحته
الطلاب إلى مكان دراستهم وأصحاب الأعمال إلى أماكن أعمالهم
والناس من كل دب في المدينة ومن خارجها في تحرك ونشاط .. والأغلب في الطريق إلى السوق
فالشوارع في ازدحام من على بُكرة الصباح
فهي معاناة الوصول الصعبة إلى مكان العمل
وصلت إلى عملي وتفا جئت إن الزملاء متواجدون وبصحبة احد المسئولين في العمل
فكان يوم جميل لتواجد الجميع
تواجدنا مجتمعين أولاً على مائدة إفطار جماعية متبادلة بالحديث المهم المتراكم على سوء أخر الأيام
فكانت أيام حزينة علينا باستشهاد أخ صديق لي ، وهو على معرفة أيضاً من الزملاء
هنا كانت تسود الأيام محور القلق والتوتر من الأعداء
لأنها حملت نهاية الهدنة المتبادلة بين المقاومة وبينهم
تناقشنا على مستقبلية الأيام بما تحمل
هل ستكون مُريحة وفي انفراج وهدوء
هل ستكون تجديد تهدئة وإتمام صفقة تحرير الأسرى بالأسير الصهيوني
وفك الحصار بفتح المعابر وتحرير الشعب المظلوم
تحدثنا على أمر ظاهر ومفاجئ بدفع الصهاينة بنشر الطيران الحربي في أجواء القطاع بشكل مكثف وملحوظ
كان يوم مقلق جداً
تحمسنا لمشاهدة أخبار العدو عبر أسطوانة نحصل عليها من مصدر
تكون مُترجمة من محطات إخبارية للعدو من العبرية إلى العربية
متحمسين بما تحمله من أخبار لنعلم ما في أسرار الظلام في خافية هذا العدو الصهيوني الخائن ولو بشكل جزئي
بدأنا في المشاهدة لتحمل هذا اللإسطوانة بزوغ أمل ولو بشكل ضئيل لتهدئة التوتر السائد في نفوسنا وتخفيف القلق
ولكن .. ما لم يكن في الحسبان ( الساعة 11:30 صباحاً )
قصف قوي جداً قد هز الأرجاء وصوته قريب منا
الصوت يزداد ويمتدد لأكثر من انفجار
سارعنا متجهين إلى النوافذ المُطلة على وسط المدينة
القصف على المراكز الأمنية وبشكل متتالي
صاعقة قوية .. لأن هذا التجمع الأمني يحمل أعداد كبيرة من رجال الشرطة والمواطنين
وهذا المُجمع الأمني مكان عملي السابق والذي انتقلت منه قبل شهرين أو اقل
ليتسارع الزمن ليصطحبني بذكريات زملائي السابقين ومكان العمل وما حل بهم
ذهبت لأحضر كاميرا فوتوغراف وبدأت بالتصوير نوعاً ما ...
الكل منا ذُهل وصُدم وقد علم أنها عملية مدبرة جبانة
ذهبنا جميعاً بعد لحظات خارجين من مكان العمل نصطحب بأيدينا كاميرات التصوير
وأغلقنا مكان العمل
ذهبنا مسرعين قاطعين وسط الطريق من السوق
المشهد رهيب .. الناس في ذهل الأطفال يصرخون والنساء تبكي والكل في هروب
تقدمنا مسرعين أكثر جرياً إلى مكان الاستهداف الذي لا يبعد عنا سوى اقل من كيلو متر واحد فقط
وصلنا إلى المكان وكانت الناس في حشود تصل إلى المكان
فكانت الصدمة القوية علينا
دمار قد حل بأرجاء مجمع الأجهزة الأمنية في المدينة وما حول المكان من بيوت للسكان
الإصابات في الطرقات المجاورة من أطفال كانوا في طريقهم نحو ركب الأمان إلى البيوت
سقط الشهداء والكثير من الإصابات
سيارات المارة التي كانت في الطريق من مكان الاستهداف وتحمل عدداً من الركاب قد تدمرت على من فيها ليسقطوا شهداء وإصابات
وصلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان وأصحاب الاختصاص
والجميع يهتف بالتكبير والتدافع لأعمال الإنقاذ
المشهد لا يوصف لحجم الدمار الذي حل بالمكان والنيران قد ألتهمت على ما أبقت
فهذه هي سياسة المحتل الجبان

كان يوم مشئوم علينا ، وذاكرة سوداء في العقول
فيبدأ اليوم الأول لحرب غزة التي استمرت 23 يوماً حاملة معها ما شهده العالم من جُرم بشع من عدو غاشم تكالب مستنداً بكل خائن على شعب غزة الحر




هي حكاية بداية لحتم نهاية ، ولكن يبقى شعاع الحق الرباني ساطعاً مدوياًبكل عزم وثبات رغم كل الأزمات المريرة
فلك الله يا شعبي .. في غضون هذا الزمن الملبث بغبار الخذلان والخيانة
وليصنع هذا الابتلاء ثباتاً متشعباً بصلابة الإرادة والحق الذي لا يأبى النسيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق